قفشات كرنية

 

أجمل مافي مدينة كرن أنه لكل فئة من مكونات ألمجتمع لها مكانة ...فمنهم من حصل على تلك ألمكانة برضى ألمجتمع ألمحافظ ( كعلماء الدين .. وأساتذة ألمدارس ..وروئساء ألمعاهد وفنانون وعمالقة في كرة ألقدم) ..

 

ومنهم من أنتزع ألأعتراف نزعا.... أما ألأنتزاع فكان لأن دورتلك ألفئة كان دورا صعبا بل كان بما يشبه ألعوم ضد ألتيار وسط مجتمع محافظ للغاية .... ورغم ذلك كانت تلك ألشريحة من ألروافد ألمهمة ألتي أسهمت في تشكيل شخصية ألـ "كرني" بعد أن تركت بصمات واضحة وجميلة بل كنز من حكايات ومواقف ظريفة يفاخر بسردها كل كرني علما بأن كثير منها في أنتظار من ينفد عنها ألغبار .. كما يفعل - مشكورا - ألأستاذ "جلال أبراهيم" من حين لآخر..

 

ولسنا نبوح سرا أن قلنا بأن عطاء تلك ألفئة من خلال رسم ألأبتسامة وبث روح ألمرح كان يشترط توفر جوا معينا!!.. و هو ما وصفناه - أنفا - بفن ألعوم ضد ألتيار..

 

من رواد تلك ألفئة ألظريفة أ لمبدع ألفنان (ع ع )..

 

ذات يوم كان (ع ع) عائدا ألى منزله - في شفق ألمغارب - بعد أن أحتسى كأس أو كأسين .. بمحاذاة محطة بنزينة عجيب عندما أستوقفه شخص ..

 

يا (ع ع) ميتو.. يوم .. أفو سنكلكل بيلكا ؟

 

- والله أنا يوم ملوخية أبزحكو .. وأزي .. لملوخية ديب أقريي أندا حلفت .. تأشلاتفني هليت...

 

مايميز هذه ألفئة من أبناء كرن .. هو أنها كانت تتصرف وتقول رأيها بكل جرأة ... رغم قسوة و نظرة ألمجتمع أليهم وألتي تلخصت في بيت شعر شهير : (كين بيلو منكي وكين بيلو...... حشاشيناي بادي جبل بيلو .)..

 

ومن ألأشخاص ألذين ما أن تذكرتهم ألا وضحكت حتى لو كنت بمفردي كان ود (جا..)

 

كان ود (جا..) يعمل بناي .... ود ( جا..) ده كان جيبه مقرش دائما.. بأعتبار أنه كان يعمل في مجال ألبناء ولم يعد ألى منزله في ألأمسيات ألا بعد أن أحتسى له كأسا أو أثنين ... ود( جا..) كان معفي من حظر ألتجوال.. كان يعود ألى منزله متى ما شاء .. والله كانت كرن بخير ... في صلاة ألجمعة لاتجد مكانا تضع عليه قدمك من شدة ألزحمة ... وملعب (جوكو ) لاتجد فيه موطئ قدم حين يكون فريق عنسبا طرفا في مباراة... وطبعا كان هناك أمسيات وجو خاص بأمثال ... ود (جا..) ...

 

ذات يوم واجهت ود (جا..) أمرأة تجمع بينهما صلة ألقربة .. ومن باب ألحرص عاتبته:

 

- بري بري .. مي ركبتكا ود (جا..) ..أفو كأني جقلبكا..

 

- هقيا سب حاسدام .. وحسايام .. أي تسمعي .. أنا حتي متجقلاب ألبيي..

 

- قسي قسي غويتكا مبنا ...أمسوي أمسوي سكر هليكا... أمعل قيامة ... ربي أسات أقل لآتيكاتو..

 

- وألله ياخي .. لـ"جنة" سني برد تا... وأنا ... قروبيي .. برد ..أي قدر ..!

 

كان ود (جا..) يجد في ألأمسيات ملاذا وحصنا يعبر من خلالها عما يملك من مواهب في ألفن وألفكاهة .. ومن ألألحان ألتي كان يرددها عندما يكون مبسوطا:

 

سلمنتاي بعينخي قبو قبو تطمتني ...

 

نعخي زفطري نعيون فطيروني..

 

في ألحملة ألأنتخابات لدخول برلمان أثيويبيا ..في بداية ألسبعينيات .. كان ود (جا..) في معسكر تولدي بين وعثمان كنتباي فقاد ألحملة بأنشودة ..

 

حقات وعدردي ... حقات وعدردي

 

أسناي نسأوا ......عثمان وتولدي ..

 

لجاء ود (جا..) ألى ألسودان في منتصف ألسبعينيات وكان حينها قد فقد ألبصر ...

 

ذات يوم أستوقفه في حي ألمربعات (كسلا) شابا كان من هواية ذلك ألشاب ألتحرش بـ ود (جا..) في كرن قبل أللجوء...

 

- ألشاب : ود (جا..) أمريي هليكا؟

 

- من أنتا ؟

 

- أنا فلان ود فلان أنا ..

 

- أعوذ بالله لشيطان؟ ... ديب سودانما عريكاني !!! ...

 

كان ألبعض ينادي ود (جا..) بـ (ماركة ورك) لأنه عندما يزعل كان يصرخ في وجه من يثيره ( قيس .. يا ماركة ورك...)

 

توفي ود (جا..) - رحمه ألله - في ألسودان أما ثلاثة من (ماركة ورك !) ألذين كانوا يتحرشون به ألأن في كندا...

 

م/ن

 

http://www.fiorey.net